بيوت الله الفارغة-عفاف ابراهيم
صلاة الجمعة..
حزينةٌ أم عظيمة؟!
اسألوا “روما”
نفضت رمال خيبتها عن قدميّ “بعل”
وعادت إلى “الڤاتيكان”
أعمدة “تدمر” رمالٌ منتصبة
تسند عمود السماء
قلب الصحراء هو قلب الريح
وقلب التاريخ يئنّ بين طلق ولادات الأنبياء
أسمع موسيقى….
ستائر من الشيفون الخمري تُرفع عن المسرح،
تشفّ منها أعمدة “النصر” ..
عناقيد بلا خمرة محفورة في الصخر على شواهد المدافن..
والقدّاس الجنائزيٌّ يجتازني
ألحانٌ بيزنطيّة تعبر “جبل الزيتون”
يسكر الحزن على طريق “الجلجة”
والزيت المقدس يفيض في أقبية العالم
يبارك الهواء
صوت الفيروز الدافئ علّقَنا على خشبة الأمل
وتعلّق في قلوبنا..
وشاح من شيفون الغيم
وقطن الحقول
يلفّ جراح المصلوبين
يضمّد ذاكرة الحرب..
يلملم عن الأرض سكرات الألم
يخبئ الشوك في جيب الليل،
ويمضي…
في “البصرة” تنحني سعف النخيل
وفي “بيت جالا” يجثو المساء ليصلّي في سرَّه رائحة زهر الليمون
مذود منسيٌّ في “بيت لحم”
مازال يحلم
أن يلقّح القمر مجدّداً رحم الأرض
علّ الأخير يحبل بالطيْب
عيون التاريخ تمتلئ خجلاً
شهود القيامة شهود زور
وحده “توما” الذي لم يصدّق كان على حقّ
شكٌّ وشوكٌ مؤونة لبيوت الله الفارغة..
مسمار واحدٌ مازال يُدقّ كلّ غروبٍ في ناصية العالم
حريّة تصلب حريّة
وما زلنا نحن نتبارك بالخطب العصماء
وبالصليب!
صلاة الجمعة…
أسمع ترانيماً
حزينة أم عظيمة؟!
اسألوا أمّي
اسألوا سوريا…