براء منكم – رئيس التحرير
مع اقتراب الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي تتسارع الانهيارات في التنظيمات حاملة اسمه بدون استثناء. فمن الروشة إلى الدورة إلى برستول، نشهد موجة جنون وإنكار وليدة نزعة فردية جامحة تتمثل صراعا حتى الفناء. فناء حزب السلطة برؤوسه المتعددة، ورموزه ونهجه. أما أن هذه الانهيارات تؤثر سلبا على حزب القضية السورية، الحزب الذي أسسه سعاده، فهذا من تحصيل الحاصل. إن المشهد الذي يتمدد أمامنا بأبشع تجلياته سوف يترك أثرا سلبيا ولسنوات على العمل القومي في شكل عام، وسوف يزيد من وطأة الجهد الذي سيكون على القوميين بذله لمحو هذه الصفحة البشعة.
نعم، لا يزال حزب القضية يعيش في نفوس المؤمنين المخلصين. ولكن هذا لا يكفي. فإن لم يتمكن هؤلاء من حسم المعركة بين حزب الحزب وحزب السلطة، فإن الخراب حاصل.
لحسم المعركة تلزم الرؤية والشجاعة والتصميم.
الرؤية: هي في أن كل ما يحصل لا يمت لحزب سعاده بِصَلة وأنه صراع داخل حزب السلطة وليس لأصحابه أن يملوا على القوميين ما يعملون.
الشجاعة: هي في إعلان القوميين أنهم براء من كل هذه التنظيمات والرموز وسحب إمكانيتهم المادية والمعنوية منهم وتركهم يسقطون.
التصميم: هو أن يأخذ القوميون على عاتقهم عملية إنقاذ الحزب عبر استنباط آلية لانبثاق السلطة تنبع منهم، كونهم – القوميون – مصدر السلطات في الحزب.
نحن أيها السيدات والسادة، براء منكم.
في هذا العدد، تفتح مجلة الفينيق ملف أزمة الحزب السوري القومي الاجتماعي على مصراعيها. فهذا الحزب هو حزب الأمة، حزب الشعب، ويحق للناس ان تعرف. فالمعرفة قوة.