المؤتمر – رئيس التحرير
يكثر الحديث عن “المؤتمر” كخشبة خلاص لأزمات الحزب المزمنة. ولكن الظاهر أن الذين يعدون له يتجاهلون عددا من المسائل الجوهرية التي نرغب في عرضها هنا. ونحن إذ نكتب هذا المقال نعتمد على ثلاث وثائق انتشرت مؤخرا، وقيل إنها “سربت” بغية تخريب المؤتمر.
المسألة الأولى هي التنظيم. ففي الوثائق التي نشرت، هناك سبع لجان تحضيرية للمؤتمر تتضمن أسماء عدد من الرفيقات والرفقاء المعينين في لجنة أو أخرى. ولكن فور نشر هذه الوثائق، أعلن أكثر من رفيق ورفيقة أن أسماءهم قد دونت دون موافقتهم أو حتى استشارتهم. في البدء، قال مسؤولون عن المؤتمر إنهم قد حصلوا على موافقة الجميع. ولكن حين بدأت رسائل الاستنكار، بدأت الأعذار: “فلان كان مكلفا بالاتصال ولم يفعل.” “هذا الاسم ورد خطأ.” إلخ. بعض الذين وردت أسماؤهم من المعارضين لفكرة المؤتمر من أساسه، اعتبروا زج أسمائهم عملية تزوير في محاولة لإضفاء شرعية وشمولية للمؤتمر، يفتقر إلى كل منهما.
المسألة الثانية هي محاور المؤتمر. فالورقة تحت عنوان “محاور المؤتمر العام” تنص: “سندا إلى المادة الثالثة… إلخ.” فإنه من مهام المؤتمر: الاستماع إلى بياني المجلس الأعلى ورئيس الحزب…” والسؤال البديهي هو، “أي مجلس أعلى وأي رئيس حزب”. فهناك الآن مجلسان أعليان، ورئيس منتخب ونائب رئيس يعمل بصفة رئيس. هناك تنظيمان كل منهما يحمل اسم الحزب السوري القومي الاجتماعي. فهل سيكون البيان واحدا، لتنظيم واحد، أم من الاثنين؟
لا نعتقد أن ثمة حاجة للخوض في باقي محاور المؤتمر، وعددها أحد عشر محورا، قبل الإجابة عن السؤال الأساسي أعلاه.
الورقة الثالثة، ليست بذي بال، إذ أنها تحدد مواصفات هيكل التصميم الذي يجب ان يتبعه كل من يرغب بتقديم دراسة.
عودة إلى التسريب والتنظيم. فقد أخذ أحد المنظمين على من اعترض على مضمون الأوراق أن هذه الأوراق مسربة. والسؤال هو، إذا كانت قد سربت، ألا يتحمل المسؤولون عن المؤتمر مسؤولية تسريبها! هل يعقل أن ننتقد من انتقد ورود اسمه في ورقة قيل إنها مسربة، عوضا من السؤال عن السبب الذي يدفع أحدا لزج أسماء رفيقات ورفقاء معارضين للتنظيمات الحالية، ولفكرة المؤتمر من أساسه، في لجان المؤتمر التحضيرية؟ إن عدد المحاور واللجان الواردة في هذه الأوراق، الدراسات والأبحاث التي يجب ان ترافق كل هذا بحاجة إلى وقت، وتحضير وإعداد. ولكن ما نسمعه هو أن المؤتمر سيعقد في شهر أيار. أو أن المؤتمر سيكون مفتوحا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحين الانتهاء من جائحة الكورونا.
بالمختصر، إنها فوضى ما بعدها فوضى ولا يعقل أن يخرج من الفوضى نظام ينقذ الحزب.
ولكن السؤال الأهم من كل ما ورد أعلاه هو التالي، وهو من شقين: ما هو الهدف الحقيقي من هذا المؤتمر؟ وهل هو مؤتمر مسير من قوى خارجية؟ والسؤال موجه بالأساس إلى رئيس الحزب السابق الأمين حنا الناشف، ولكل من له علاقة بالتحضير لهذا المؤتمر والترويج له. وتفصيلا:
- هل يستطيع الأمين حنا الناشف أن يصرح للقوميين أنه لم يلتق بمسؤولين من خارج الحزب، طلبوا منه، أو أوحوا إليه، بأن يتخذ المؤتمر مسارا محددا لخدمة طرف من طرفي النزاع في الأزمة الحزبية؟
- هل يستطيع الأمين حنا الناشف وكل من له علاقة بالتحضير لهذا المؤتمر والترويج له التأكيد للقوميين أنه ليس مؤتمرا انتخابيا لشرعنة الانشقاق الذي يقوده الفريق الذي خسر الانتخابات الماضية؟
هذه أسئلة صريحة ومباشرة يطرحها القوميون في كل مكان وهي أسئلة تحتاج إلى أجوبة اليوم قبل غدا.