1

الشعب يُوهن نفسية الأمة!

زيد قطريب

الحكومة: أيها الشعب، لقد تماديت في تصرفاتك التي توهن نفسية الأمة!

الشعب: لكنني أنا الأمة يا سيدتي!

الحكومة: هُراء! الشعب ليس الأمة. لا يمكن أن تكون أنت الأمة التي فتحت الأندلس ووصلت إلى سور الصين العظيم!

الشعب: إذن من أنا يا سيدتي؟

الحكومة: لا شأن لي بمن تكون، فمن الواضح أنك عميل للامبريالية والصهيونية والرجعية.

 الشعب: هدّئي روعك يا سيدتي. أنا الشعب فكيف أكون عميلاً؟

الحكومة: لقد ضبطنا اتصالاتك وسجلنا جميع تحركاتك، فقد كنت تحت المراقبة منذ زمن بعيد، وكل الوثائق تؤكد أنك عميل!

الشعب: يا سيدتي، ربما يكون هناك خطأ بالموضوع، أو إن القضية مجرد تشابه أسماء!

الحكومة: لقد ضربنا اسمك على “الفيش” وعرفنا كل شيء، فلن ينفعك النكران أبداً! ألست أنت الشعب، ووالدك يدعى التعتير وأمك يسمونها المأساة؟

الشعب: نعم يا سيدتي، أنا هو.

الحكومة: أرأيت أننا نعرف عنك كل شيء؟

الشعب: وماذا ستفعلون بي يا سيدتي؟

الحكومة: سنجرّدك من الجنسية، ونحجب عنك جميع المساعدات وأنواع الدعم، وسيكون عليك المغادرة فوراً!

الشعب: ولكن يا سيدتي، أنا الشعب، وإذا رحلتُ فمن ستحكمين وإلى من ستوجهين الأوامر؟

الحكومة: سنستورد شعباً مناسباً لظروف البلاد وطبيعة المرحلة. أم تعتقد أن الله خلقك ثم كسر القالب أيها الشعب؟

ضبّ الشعب أغراضه، ووضع “كلاكيشه” في صرّة قديمة. الجبالُ حملها على كتفيه، وعلى ذراعيه وضع الهضاب، السهولُ فرشها فوق صدره، والأنهار سكبها في عينيه. كان الشعب يمشي باتجاه الحدود، وخلفه كتاب الجغرافيا، والتاريخ، وكرّاس التربية الوطنية.. عرفتوا كيف؟