الذكاء العاطفي-شوكت البشارة

image_pdfimage_print

في جو التنافس المحموم الذي يعيشه عالم الأعمال اليوم، ترتبط قدرة الشركات أو المؤسسات على البقاء والتفوق بكفاءة مديريها، وقدرتهم على تحفيز موظفيهم وبث روح التعاون والإبداع والمبادرة فيهم وغرس روح الولاء للمؤسسة التي يعملون فيها. وبما أن القيادة هي القدرة على التأثير في مشاعر الآخرين، وبما أن الذكاء العاطفي، بالتعريف، هو فن وعلم التعامل بذكاء مع مشاعر الذات ومشاعر الآخرين، فقد وجد الباحثون أن نجاح القائد مرتبط بمستوى ذكائه العاطفي وليس ذكائه العقلي أو تحصيله العلمي أو خبرته المهنية فقط. فحين ينجح مدير المؤسسة في بث المشاعر الإيجابية في جو العمل يتحسن الأداء ويرتفع الإنتاج كمًا وكيفًا، ويحدث العكس حينما تسمِّم المشاعر السلبية جو العمل والعلاقات بين الموظفين.
فيما يلي سنورد بعض العناوين المختصرة كمفاتيح صغيرة لعالم كبير حول الذكاء العاطفي في الإدارة والقيادة.
– تلعب المشاعر دوراً كبيراً في إنجاح أو إفشال أي شركة، ومدير الشركة هو الشخص المسؤول عن طبيعة المشاعر السائدة فيها.
– الناس لا يهتمون بمن لا يهتم بهم؛ القائد الناجح هو الذي يهتم بأتباعه.
– مزاج جيد = إنتاجية عالية = عمل جيد = تميز وزيادة في الكفاءة = الوصول إلى الأهداف.
– إن القيادة هي فن التعامل مع المشاعر، والذي يهمل هذه الناحية لا يمكن أن يكون قائداً ناجحاً أبداً.
– لكي تقود نفسك استخدم عقلك، ولكي تقود الآخرين استخدم قلبك. ليكن شعارك دائماً عقل بارد وقلب دافئ.
– عندما يعجب الناس بشخص ما كإنسان يحترمونه، وعندما يعجبون به كصديق يحبونه، وعندما يعجبون به كقائد يتبعونه.
– قدرة الموظفين على الإنجاز تحددها قدرة المدير على التفويض. (أنا أؤمن بك وأتوقع أن تعطي أفضل ما عندك.)

– إن القائد الآمر الناهي الذي نادراً ما يثني على الموظفين، وكثيراً ما ينتقدهم يشبع جواً من الاستياء والسلبية في المؤسسة التي يقودها، وينتزع روح الفخر والولاء وبالتالي المبادرة والإيجابية من نفوس موظفيه.

 

 

 

  1. القيادة وخداع النفس/الخروج من الصندوق: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
  2. عندما نكون داخل الصندوق نعتقد دائماً أن الآخرين هم سبب المشكلة، وأن الحل في أيديهم. وعندما نكون خارج الصندوق نضع احتمالاً أن نكون نحن جزء من المشكلة، والحل يكمن في أيدينا.
  3. عندما نكون داخل الصندوق لا نستطيع تغيير أنفسنا، ولا نستطيع تغيير الآخرين، وعندما نكون خارج الصندوق نستطيع تغيير أنفسنا، ونستطيع تغيير الآخرين….
  4. عندما نكون داخل الصندوق ندفع الآخرين إلى الدخول إليه، وعندما نكون نخرج من الصندوق نساعد الآخرين على الخروج منه…
  5. عندما تقع مشكلة بين شخصين تكون فرصة الحل معدومة أي مساوية للصفر تماماً، إذاً كلاهما داخل الصندوق. أما إذا خرج أحدهما من الصندوق فستصبح هناك فرصة للحل. وشتان بين أن تكون هناك فرصة، أو أن ألا تكون أي فرصة على الإطلاق.
المشكلة داخل الصندوق خارج الصندوق
زوجتي لا تهتم بي الزوج: إنها أنانية أستطيع أن أبذل جهداً أكبر لكي أجعل زوجتي تهتم بي
أبني لا يطيعني ألأب: إنه عاق أستطيع أن أبذل جهدا أكبر لكي أجعل أبني مطيعا
الموظف لا يقوم بما هو مطلوب منه المدير: إنه مهمل أستطيع أن أبذل جهدا أكبر لكي أجعل الموظف مجدا
المدير لا يستجيب لمطالبي الموظف: الإدارة غير متعاونة أستطيع أن أبذل جهدا أكبر لكي أجعل الإدارة متعاونة

كيف يتم التغيير؟

  1. آمن بإمكانية التغيير. إن أول خطوة نحو التغيير أن يقتنع الإنسان بإمكانية التغيير.
  2. اكتشف ذاتك المثالية. لا يكتشف البحارة أرضاً جديدة إلا بعد أن تغيب اليابسة عن أعينهم لفترة طويلة.
  3. حدد أين تقف الآن. إن القادة الأذكياء عاطفياً يشجعون من حولهم على إعطائهم تغذية راجعة، أي تقييماً لأدائهم، وتنبيهاً لهم إلى نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم، لأنهم بحاجة إلى طيف واسع من المعلومات، لكي يكون أداؤهم أفضل، سواء أعجبتهم هذه المعلومات أم لا.
  4. أعد تشكيل دماغك. الإنسان الذي يجهل ما الذي يجهله لن ينمو في هذه الحياة أبداً، نذكر بعض الأمثلة:
    1. جلب السلوك السيئ إلى الوعي ليعالجه
    2. ممارسة السلوك الجيد بشكل واع
    3. تغذية السلوك الجيد في كل فرصة حتى يصبح سلوكاً تلقائياً.
  5. عندما نستغل كل موقف نجد فيه أنفسنا مدفوعين إلى تصرف خاطئ لنستبدل به تصرفاً صحيحاً، نكون قد حولنا هذا الموقف إلى فرصة للتدرب على التصرف الصحيح، واقتربنا خطوة من التمكن من العادة التي نسعى إليها.
  6. أما إذا استمرينا في التصرف الخاطئ فإننا نضيع فرصة أخرى للتغيير، ونبتعد خطوة عن العادة التي نسعى إلى اكتسابها.
  7. استعن بالآخرين. لا غضاضة عليم وإن كنت مديراً ناجح أو أكاديمياً متميز أو قائد فذ من أن تطلب المساعدة من الآخرين بين الفترة والفترة حين تستشعر خطرا ما أو موقفاً جديداً أو قرار صعب.
  8. الفاشلون ينتظرون المستقبل أما الناجحون فيقومون بصناعته. القائد الناجح يجد الحلم ثم يجد الناس، الناس يجدون القائد ثم يجدون الحلم.
  9. مفهوم الحرية هو الوجه الآخر لمفهوم المسؤولية. فكلما تحمل الناس مسؤولية عن القيود التي يرسفون فيها أصبحوا أكثر قدرة على التحرر من هذه القيود.
  10. الذكاء العاطفي فطري بالدرجة الأولى ويمكن لنا أن نكتسبه ونطوره، والقيادة فن يمكن تعلمه.
    – قبل القيام بأي فعل أو اتخاذ أي قرار:
    تمهل  – أدرك شعورك – اختر الفعل أو القرار المناسب
    أعد تأطير المشكلة
    أكثر من خياراتك
    حافظ على شعلة حماسك
    تذكر دائما: طريقة التفكير التي أوقعتك في المشكلة لا تصلح لإخراجك منها… لا يهم ما يكمن خلفك أو أمامك، المهم ما يكمن داخلك.

نبذة عن الكاتب:

شوكت الياس البشارة خريج جامعة دمشق كلية الاقتصاد والتجارة قسم إدارة أعمال، شهادة في المهارات السبع \ستيفن كوفي\، شهادة في الإحصاء، دورات في كل من إدارة المشاريع وإدارة الوقت والمراسلات التجارية والخطابة والإلقاء والاستيراد والتصدير. كتب عددا من المقالات والأبحاث التي نشرت في العديد من المواقع الإلكترونية والصحف والجرائد المقروءة. مؤسس شركة حُدد للدراسات والاستشارات الادارية.

في هذا العدد<< اسم ومسمّى شعر قيس جرجسمحمد مرسي- نورس الديب >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments