الأسباب الحيوية الإسرائيلية لضرب إيران
ترجمة: علي قطريب
تتابع “الفينيق” نشر مواد من صحافة العدو عملاً بمبدأ تعميم المعرفة. مع الأسف، يلجأ عدد من الدول العربية إلى حجب صحافة العدو عن قرائه ما يشكل ثغرة في معرفة هذا العدو عن كثب، بماذا يفكر، وكيف يخطط؟ الخبر التالي مترجم عن صحيفة يديعوت أحرونوت باللغة الإنكليزية، على الرابط: https://www.ynetnews.com/article/bjjtioliy?utm_source=Taboola_internal&utm_medium=organic للواء المتقاعد في الجيش الإسرائيلي جيورا ايلاند، ويتحدث فيه عن الأسباب الحيوية لضرورة امتلاك “إسرائيل” القدرة على مهاجمة إيران:
(إن امتلاك إسرائيل القدرة على مهاجمة إيران أمر حيوي، لأسباب أخرى غير التي يعرفها الجميع. إيران تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، لأسباب ليس آخرها قدرتها على امتلاك سلاح نووي قريبًا. لذلك فإن تطوير القدرات ضد إيران سيساعد في إقناع المجتمع الدولي بأن إسرائيل لا تخادع.
في العقد الماضي كانت إيران مصدر 80٪ من المشاكل الأمنية لإسرائيل. فإلى جانب حزب الله اللبناني الخاضع للسيطرة الإيرانية، هناك أربعة تهديدات إيرانية على الأقل تواجه إسرائيل:
الأول، هو محاولة إيران إنشاء قوة عسكرية شبيهة بحزب الله في سوريا. والثاني محاولاتها شن هجمات إلكترونية على أهداف إسرائيلية. والثالث قدرتها على ضرب الدولة اليهودية بصواريخ كروز وطائرات مسيرة مسلحة يمكن أن تأتي من سوريا والعراق واليمن. والخطر الرابع والأكبر هو إمكانية إنتاج أسلحة نووية في القريب العاجل.
قبل عقد من الزمن، وصلت إسرائيل إلى القدرة على شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، حيث قدر رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في ذلك الوقت أن هجومًا إسرائيليًا كان ممكنًا بل وضروريًا. وحينها افترض نتنياهو أنه إذا قامت إيران بمهاجمة إسرائيل، فإن القوات الأمريكية ستنضم إلى المعركة.
لأسباب مختلفة، تجنبت إسرائيل في النهاية شن مثل هذه الضربة، وجمدت خطة مهاجمة إيران بشكل شبه تام في عام 2013، وبمجرد توقيع القوى العالمية على اتفاقية نووية مع إيران في عام 2015 أصبح من الواضح أن هجومًا إسرائيليًا لا يمكن حصوله، حيث إنه أصبح بلا داعٍ.
لكن في عام 2021، أصبح الاتفاق النووي منسيًا، وعلى الرغم من اقتراح الجانبين بالانضمام إلى المعاهدة، يبدو أن الفجوة بين الولايات المتحدة وإيران لا يمكن ردمها. تصرّ إيران على ثلاثة أشياء كشرط للعودة إلى اتفاق 2015 وهي: رفع جميع العقوبات الأمريكية دون قيد أو شرط. ثانيًا، أن تحتفظ إيران بكل التكنولوجيا واليورانيوم التي حصلت عليها حتى الآن. وثالثًا، وعلى الرغم من تجميد الاتفاقية منذ بضع سنوات، فإن إيران تريد أن يُحسب هذا الوقت على أنه التزام من قبلها بشروط اتفاقية عام 2015. بمعنى آخر، إن موافقة إيران على الإبقاء على قيود معينة في الخمس سنوات الماضية سيُحسم من مدة الاتفاق الذي يعتبر مجمداً حتى هذه اللحظة.
يميل الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، إلى التنازل عن العديد من القضايا، لكن في هذه الحالة يبدو أنهم غير مستعدين للخضوع إلى مطالب إيران القاسية، في رأيي فإن فرص عدم التوصل إلى اتفاق جديد على الإطلاق، أكبر من فرص حل هذه الخلافات.
السيناريو الأول، هو هجوم مباشر على إسرائيل بصواريخ كروز وطائرات مسيرة مسلحة تشغلها إيران أو الميليشيات الخاضعة لحكمها. هذا النوع من الهجمات نفذ قبل عامين على البنية التحتية النفطية السعودية، مما شلها وإن لم يكن لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن إسرائيل تتمتع بقدرات دفاعية أفضل من المملكة العربية السعودية فمن المرجح أن يتطلب مثل هذا الهجوم من قبل إيران انتقامًا إسرائيليًا على الأراضي الإيرانية.
السيناريو الثاني ينطوي على مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية في حال انتهاك النظام الإيراني الاتفاقية النووية، كأن يعيد تخصيب القنابل أو في حال تسارعه نحو انتاج قنبلة نووية.
أهمية القدرة الإسرائيلية على القيام بذلك كبيرة، لكي نظهر للمجتمع الدولي أن التهديد بضربة إسرائيلية هو أمر حقيقي، نتيجة لذلك قد يبذلون جهدًا أكبر للتوصل إلى اتفاق يحافظ على أمن إسرائيل، أو يشدد العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية أو حتى يجهزون خياراتهم العسكرية.
أحد الأسباب التي تجعل إيران تسمح لنفسها بالتعامل بوقاحة مع الولايات المتحدة هي الحقيقة المرّة المتمثلة في أن واشنطن لم تثبت بعد أن لديها خيارًا عسكريًا موثوقًا به.
احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران، أو حتى بين إسرائيل وحزب الله، لا تزال ضئيلة. لكن ليس أمام إسرائيل خيار سوى تحسين قدراتها الدفاعية والهجومية – بما في ذلك وحداتها الإلكترونية.
قد يشير الشلل الذي أصاب محطات الوقود الإيرانية في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلى أن إسرائيل لا تهمل منطقة العمليات الحيوية في المواجهة مع إيران.)