ارتبطتم بعضكم ببعض!

image_pdfimage_print

ارتبطتم بعضكم ببعض

فمن فك ارتباطكم؟ وفرّق أرواحكم؟ وشتتّ أفكاركم؟

إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض، لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض. فابقوا منضمين وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجهتم ( ج2، ص72).

ناتج وحدة الاتجاه وحدة المصير، ناتج المصير الواحد قوة الارتباط بين السوريين القوميين الاجتماعيين، لذلك شدد أنطون سعاده على وحدة الاتجاه لأنها نقطة البداية في توليد وحدة الروح.

إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض

لو قرأها السوريون القوميون الاجتماعيون وتعمقوا في معناها لوفروا على حزبهم عشرات الويلات والمصائب، لأنهم كانوا مدخل الانشقاق ومدخل الوحدة ومدخل التشرذم ومدخل المترسة لأصحاب النزعة الفردية.

لم يقل أنطون سعاده يجب أن يرتبط بعضكم ببعض، بل قال إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض للدلالة على حتمية هذا الارتباط.

الارتباط نقيض التفكك والاختلاف.

فمن أين جاء كل هذا التفكك بين القوميين الاجتماعيين، من أين جاء الاختلاف بين القوميين الاجتماعيين، من أين جاء كل هذا الخصام وكل هذا التباعد، من أين جاء كل هذا التناقض.

كيف يطلقون التهم على بعضهم بعض، كيف يشتمون بعضهم بعض،

أقسم بشرفي وحقيقتي ومعتقدي، أن من يفعل كل هذه الآثام، قرأ القسم، لكنه لم يقسم يمين الانتماء.

قرأ نصاً ولم يقسم يمين الانتماء

هو لم ينتم إلى الحزب، انتسب إلى التنظيم.

إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض

أي ثقافة تفك ارتباط الأرواح؟!

أي ثقافة تقطع حبل العلاقة بين الأرواح؟!

أي أفكار دخلت إلى الحزب وفرّقت الأرواح؟!

أي تشريع دخل إلى الحزب وشرّع للطلاق بين أرواح السوريين القوميين الاجتماعيين

كم هم أقوياء هؤلاء الذين تسللوا إلى الحزب وألبسوه رداءً أسود وأدخلوا إلى صفوفه الحواجز.

كم هم أقوياء هؤلاء الذين دخلوا إلى الحزب ولم يدخل الحزب في نفوسهم وتمسكنوا وتواضعوا إلى ان تمكنوا فغرزوا أسنانهم في جسد الحزب.

ربطتم أرواحكم بعضها ببعض

لا أعتقد أن ما يحصل في حزبنا هو نتاج خلاف قيادات وصراع على السلطة فقط، نعم في جانب منه هو كذلك بالتأكيد، ولكن لا؛ فما يحصل يفوق قدرة المتصارعين ويفوق عقولهم، إنه نتاج مراكز دراسات ومكاتب أبحاث، لأن الضرر الذي يُصيب الحزب أكبر بكثير من مستوى ما يمكن أن يفعله أصحاب النزعة الفردية.

لا يحصل فك الأرواح إلا بعملٍ غايته فك الأرواح والقضاء على الارتباط، لا يمكن لخلاف من أجل مصلحة الحزب والأمة أن يفك ارتباط الأرواح، لذلك ما يحصل من خلافات، لا علاقة له بمصلحة الحزب والأمة، لأنه تطور إلى الخصام وفك الارتباط.

إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض، لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض.

نص لا يحتاج إلى تفسير!

سؤال يخطر بالبال:

ماهي أسباب ارتباط بعضكم ببعض؟ ولماذا ربطتم أرواحكم بعضها ببعض؟

يأتي الجواب: لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض

الجواب ينقل بعضنا من الذين لا يؤمنون بأن ما يحصل للحزب خططاً مدبّرة، من الشك إلى اليقين، لأن خلاصة القول:

إن ارتباط أرواح القوميين بعضها ببعض هو ناتج عملهم في سبيل المبادىء التي جمعت بعضهم الى بعض، وأي ناتج آخر لا يكون له علاقة بالعمل في سبيل المبادىء. وبالتالي هذا الانشقاق ليس نتاج للعمل من أجل المبادىء بل هو نتاج لعوامل ذكرناها مرات كثيرة.

إن ارتباط أرواح القوميين بعضها ببعض، هو نتاج التفكير العملي الدافع للانكباب على مشاريع العمل المنتجة فكراً وصناعةً وغلالاً. هذا الحاصل اليوم لهذا الحزب العظيم، يحتاج إلى عمليات جراحية غير عادية يحمل أصحابها مبضع الجرّاح الذي لا يخاف المبضع مهما كانت خطورة العملية لأنه متأكد من مهارته وجودة مبضعه.

لم يعملوا للمبادىء

لن نقتنع أنهم بعد هذا العمر المديد في تحمل المسؤوليات زارتهم صحوة الأخلاق وقرروا العمل في سبيل المبادىء.

من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب!

جميعهم مجرّبون ولن نخوض مع أي منهم تجربة جديدة.

كشفهم كلام انطون سعاده، ولم نعد بحاجة إلى إشارات ودلائل تفيدنا بأنهم لم يعملوا ولن يعملوا في سبيل المبادىء.

إنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض، لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض. فابقوا منضمين وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجهتم (ج2، ص72).

كأنهم ومنذ استشهاد سعاده قرروا فك الارتباط.

ما يقوله سعاده ليس قاعدة فلسفية ولا نظرية في علم النفس، أو علم الاجتماع

ما يقوله سعاده ليس نصيحة

ما يقوله سعاده ليس تمنيات

ما يقوله سعاده وصية

وهل يوجد أثمن من الوفاء للوصية

وصية، قرأها بعضهم ورماها، قرأها بعضهم وخاف منها فتجاهلها، قرأها بعضهم فختم عليها بالشمع الأحمر.

وحدهم السوريون القوميون الاجتماعيون قرأوها فكانوا أوفياء لها ولقسم الانتماء وللتفكير العملي، فاستشهدوا، وأُخرجوا من الحزب، ومن بقي في الصفوف بقي على مضض.

فابقوا منضمين وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجهتم.

حفظوا الوصية وكانوا عصبة واحدة أينما ساروا وكيفما اتجهوا، ولكن ليس للعمل في سبيل المبادىء، بل للعمل في سبيل ما تهواه نفوسهم وما ترغبه ميولهم الخاصة، حفظوا الوصية، فاختلفوا وفكوا حزمة القضبان، وعزف كل واحد منهم على ليلاه وصارت ليلى الحزب في خبر كان الذي ما زال مخفياً خلف جدران الوهم.

أصبح على القوميين الاجتماعيين أن يُدركوا أنهم وحدهم الخلاص، ومنهم من صفوفهم المؤمنه بأنهم القضاء والقدر يتقدم الحزب السوري القومي الاجتماعي نحو سعاده.

سعاده ينده بصوت عالٍ:

أنكم ارتبطتم بعضكم ببعض، وربطتم أرواحكم بعضها ببعض، لأنكم تعملون في سبيل المبادئ التي جمعتكم بعضكم إلى بعض، فابقوا منضمين وكونوا عصبة واحدة أينما سرتم وكيفما توجهتم.

ارتبطتم بعضكم ببعض

من فكّ ارتباطكم؟

من فرّق أرواحكم؟

من شتتّ أفكاركم؟

تقدموا إليه، شموا رائحته، انظروا إلى عينيه، فيطمئن بالكم وترتاح نفوسكم، وتكونوا أوفياء لوصاياه.

أسمعوا صوته، لبوا نداءه، ولا تخذلوه.

وسيم سعاده

في 6 كانون اول 2020

في هذا العدد<< في ملف الدين والدولة والمواطنه – عاطف عطيةفي الزمن المستعار – قيس جرجس >>
0 0 votes
Article Rating

You may also like...

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
raymond
raymond
3 سنوات

the best I read I am going to re direct