1

أعرج في حارة المكرسحين! زيد قطريب

تم القبض على رجل أعرج في حارة المكرسحين، وقد أدلى باعترافاته كاملة على شاشة التلفزيون وأمام وسائل الإعلام، بعد أن ضُبط وهو يتصنّع “الفصع” ويحاول أن يشلف رجله أمامه بشكل أثار الشبهات منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها الحارة..

اقتيد الرجل إلى ساحة الحارة وأثناء الطريق خرج الناس بالمئات كي يشاهدوا صاحب الرجلين الغريبتين وهو يمشي بشكل مضحك دون أن يميل ذات اليمين والشمال مثلما اعتاد الأهالي هناك.. كان الجميع يحدقون في قدميه غير مصدقين ما يرونه، البعض تمنى له الشفاء وقال في سره لابد أنه قد أتى إلى الحارة بهدف الاستشفاء بتعطيل إحدى القدمين كي يكون مثلنا تماماً.. والبعض الآخر شكّك في نوايا الرجل وقال إنه عميل أرسله الأعداء كي يتجسّس على حارة المكرسحين بهدف تخريب حياتهم الهانئة ونقل أسرارهم إلى الخارج!.

الرجل أقسم يميناً أنه دخل الحارة بالغلط، لأن الحدود الدولية بين حارته وحارة المكرسحين كانت متداخلة وغير واضحة المعالم، كما أكد أنه اضطر إلى تصنّع “العرج” أثناء المشي كي لا يثير الشبهات، لكن كل ذلك لم يجدِه نفعاً إذ إن القضاة بعد مداولاتهم أدانوا قدميه وحكموا عليهما بالبتر ومن ثم ترحيله خارج الحارة إلى الحدود الدولية مع حارة العميان!.

الرجل، زحف على الأرض عند الحدود الدولية ودخل حارة العميان بعد أن بُترت ساقاه، واضطر إلى إغماض عينيه والاعتماد على “البقبشة” متظاهراً أنه أعمى كي لا يثير الشبهات، لكن الأجهزة الأمنية قبضت عليه متلبساً بالزحف فاتهمته بالعمالة لحارة المكرسحين، وعندما اقتيد إلى ساحة الحارة، اجتمع الناس كي يتحسسوا قدميه المبتورتين غير مصدقين وجود إنسان بلا أرجل.. حاول الرجل تبرير موقفه لكن دون جدوى، إذ إن القضاة وبعد اجتماع حكموا بسمل عينيه ورميه عند الحدود الدولية مع حارة الطرشان..

في حارة الطرشان خسر أذنيه بذات الطريقة، وفي حارة الخرسان تم قطع لسانه، وفي حارة “المسطلين” تم الحكم بقطع رأسه لأن علامات التفكير ظهرت عليه منذ الاختبار الأول..

اليوم، يتحدث الناس عن كتلة لحم نيئة تحلم بلمّ شتات أعضائها المبعثرة، وتنتظر عند الحدود الدولية للحارات!… عرفتوا كيف؟