1

هل هي صدفة؟

ينضم إلى فريق كتاب الفينيق “غين عين” في زاوية خاصة هي “هذرمة”.

“معركتنا الاساسية هي الوصول للشعب” أنطون سعاده

منذ إعدام زعيم الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب في حال من التخبط الداخلي نتيجة الاعتوار في فهم قياداته المتعاقبة للمهمة الخطيرة التي أنشأ الحزب من اجلها، فما ان يخرج بئر حتى يقع في جب. ولولا تضحيات القوميين الاجتماعيين الجبارة لكان التنظيم في خبر كان، نقول التنظيم لان العقيدة التي وضع مداميكها انطون سعاده لم تعد ملكية خاصة، بل ملك عام وتراث انساني وانتصارها من عدمه يبقى مرهونا بإرادة من تنكب حملها لغد أفضل في عالم أجود. 

والتخبط الجديد القديم لا ينفك يطل برأسه لا سيما عند المنعطفات الكبرى التي تواجه الأمة او احدى كياناتها. وآخرها تعيين نائب لرئيس الحكومة الحالية في لبنان يقال إن لطرف يزعم أنه الحزب السوري القومي الاجتماعي اليد الطولى في تسميته. ماذا يعني تسمية خبير اقتصادي وعضو سابق في الصندوق الدولي الذي تصفه كل أمم الارض أنه وسيلة لتصفية الدول ووضع حد لنشاطها المعرقل للنهب التي تسعى اليه الشركات القارية ومن خلفها بيوت المال المنتشرة في عواصم القرار. هذا ليس اتهام، بل حقيقة واقعية يمكن لأي فرد التحقق منها. فوسائل التواصل تحفل بمآثر الصندوق لا سيما من أصحاب القرار السابق ممن عملوا تحت مظلته. ويبدو ان زاوية ما بضمائرهم لم تحتمل ما قاموا به فأدلوا بدلوهم عن مآثره التي دمرت مجتمعات وخربت اوطان دون رفة جفن. (يمكن مراجعة اعترافات John Perkins في هذا الخصوص.)

اللافت في النظر قيام نواب في البرلمان اللبناني، يزعمون إنهم ينتمون لفكر من أراد “الوصول إلى الشعب”، بتسمية مسؤول اساسي عن مآسي اللبنانيين وصاحب الايدي القذرة المعروف من اغلب الشعب كرئيس للوزراء. وهم في هذا يدعمون من يهمه إجهاض مسيرة الحزب المتألقة في الدفاع عن الامة بتصديه للاجتياح الصهيوني للبنان، وعدم السماح بإخضاع البلد الاعز على قلوب وعقول القوميين الذين يعتبرونه نطاق ضمان للفكر الحر. 

كان الحري بمن يسمون أنفسهم قيمين على المسيرة المشرفة تلك، ان لا يلوثوا مؤسستهم بتصرف كهذا، أي ترؤس وفد التفاوض مع صندوق الافقار والتدمير الكوني، بحيث يتم شيطنتهم لاحقا كما حصل سابقا في الخمسينات والستينات ولاحقا عندما استغلوا تألق الحزب بمعركة التصدي للصهاينة لتفتيت وتشتيت الحركة النقابية في لبنان والذي ما زال الإعلام يذكرنا به كلما لاحت مناسبة. 

إن السر في دخول صندوق النقد على خط حل أزمة لبنان ووضع الشروط المجحفة لاحقا لمده ببعض السيولة، هو الغاز والنفط المرتقبين. الباس ثوب الصندوق للحزب السوري القومي الاجتماعي ليس من قبيل الصدفة بتاتاً، بل هو استكمال لعملية الشيطنة بمباركة من لديهم قدرة العقد والحل للقول إن هذا الحزب مخروق غربياً ويعمل بإمرة الدوائر الدولية.

هل هي صدفة تولي قومي اجتماعي نيابة رئاسة حكومة لبنان بعد إدانة النظام القضائي للأمين حبيب الشرتوني والحكم عليه بالإعدام لأنه غير مجرى التاريخ بالمنطقة ومنع لبنان من الدخول في دائرة التبعية الصهيونية. إنه سؤال يطرحه على نفسه كل سوري قومي اجتماعي.