1

موقف سعاده من الثورة الفرنسية- سامي سماحة

لمناسبة الحماسة التي تبديها الدولة الفرنسية حيال لبنان والوطن السوري في شكل عام، حضر بذاكرتي مقالا كتبه سعاده عن فرنسا والثورة الفرنسية عنوانه: “الحرية وأم الحرية تأملات في الثورة الفرنسية“، ويعود إلى قرن خلا تقريبا، إذ كتبه سعاده سنة 1923.

يبدأ سعاده بالقول، “أمام الجمال قف متأملا وأمام العظمة قف متمعنا وأمام الأبهة قف متهيبا، وأمام المجد قف صاغرا، وأمام الحرية أشمخ بأنفك وأهتف، وأمام التاريخ قف متذكرا معجبا، أما أمام فرنسا فخرّ على ركبتيك ساجدا، لأنك اذا كنت أمام كل مظهر من هذه المظاهر الساحرة تقف خاشعا متأثرا، فانك أمام فرنسة لا يسعك ألا أن تخر على ركبتيك وتسجد لهذا الاسم المقدس لأن فرنسا تمثل الكل.”

غوستاف لوبون

لم يكتب سعاده ساخرا من خصومه أو من يخالفه الرأي كما كتب بالثورة الفرنسية والدولة الفرنسية. ويعود ذلك الى أن رأيه يختلف اختلافا كبيرا عن كل الذين كتبوا عن الثورة الفرنسية من كل المستويات الفكرية والسياسية والفنية. ذلك أن كل من كتب انطلق من منظار أن الثورة الفرنسية أطلقت مباديء الحرية والمساواة والإخاء في المجتمعات ولها يعود الفضل في بث هذه المبادئ في روح الثورات التي أعقبتها.

يقول المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون في كتابه روح الثورات والثورة الفرنسية: “إن الثورة الفرنسية استمرت وقتا طويلا ولا تزال مستمرة، وذلك مع ملاحظة بضع فترات وقفت، ولم يقتصر تأثير نابليون على قلب العالم وتغيير خريطة أوروبا وتجديد أعمال الإسكندر، بل كان لحقوق الشعب الجديدة التي أعلنتها ثورتنا الكبرى، وثبّتها نابليون في أنظمةٍ وقوانين، تأثير عظيم في كل مكان، وقد عاشت هذه الحقوق الثورية التي أعلن نابليون على اكتشافها بعد زوال ملكه.”

ما يلفت النظر قول المؤرخ إن الثورة الفرنسية  ما زالت مستمرة كأنه يقول إن الثورة الفرنسية حملت نظرة الى الحياة والكون والفن لا يمكن أن تتحقق بحدث أو بمدة زمنية محدودة بل هي تحتاج الى عامل زمني طويل كي تتحقق مبادؤها ولكنه لا يشرح ولا يعرّفنا على هذه القيم  وهذه المبادئ الجديدة التي قصدها، الا اذا كان يقصد الحرية والإخاء والمساواة وهذه المبادئ لا تتطلب ثورة مستمرة لمئات السنين.

وتظهر بشكل واضح النزعة الاستعمارية في قوله: ولم يقتصر تأثير نابليون على قلب العالم وتغيير خريطة أوروبا وتجديد الاسكندر. فمن هو نابليون  بونابرت؟

نابليون بونابرت مواطن فرنسي من جزيرة كورسيكا من اصول ايطالية ومن عائلة ارستقرطية دخل الى الجيش الفرنسي وتدرّج الى أن نصّب نفسه قنصلا أولا لمجلس القناصلة ومن ثم فرض على مجلس الشيوخ منحه لقب امبراطور وتعيينه امبراطورا على الدولة  الفرنسية، ومن ثم ثبتت المؤسسات الدستورية تنصيبه. صال وجال في كل أوروبا، ولأن حروبه لم تكن تحمل معاني حضارية ولم تكن تعني توسعا فرنسيا عسكريا يترافق مع توسّع ثقافي وفكري  وحضاري يساعد الأمم المستهدفة في مشروع نهوضها وتقدمها، كانت هزيمته في روسيا وهزيمته بمواجهة الدول الأوروبية المتحالفة، ومن ثم استسلامه للدولة البريطانية التي نفته الى جزيرة القديسة هيلانة.

لست أدري من كان هذا تاريخه كيف  يكون سلوكه معبرا عن ثورة نهضوية تغييرية تهدف الى اطلاق قيم جديدة في المجتمعات. ولا أعرف تلك الدول التي نقل اليها نابليون بونابرت مباديء الثورة وأنظمتها وقوانينها وتشريعاتها قوانين وتشريعات الثورة الفرنسية.

واذا كانت الارستقراطية هدفا مباشرا للثورة الفرنسية فكيف يكون ارستقراطيا ومن جذور غير فرنسية معبّرا عن هذه الثورة وحامل رسالتها الى العالم؟ إن قيمة نابليون بونابرت ليست مكتسبة من الثورة بل من الطبيعة الفرنسية التي تعمل لتحقيق مصلحة فرنسا في أي بقعة من العالم دون أن تقيم اي اعتبار للناس كائنا من كانوا.

ولا نجد هذه الظاهرة فقط عند نابليون بونابرت بل نجدها عند معظم القيادات الفرنسية المتعاقبة حتى نصل الى القرن الواحد والعشرين وموقف فرنسا من الأحداث التي عصفت في العالم العربي.

فهذا الجنرال غورو وبعد مئات السنين يقف على قبر صلاح الدين ويقول ها قد عدنا يا صلاح الدين وهذا يُعتبر انتقاما لهزيمة الصليبيين، وبذلك يكون غورو يُعبر عن الطبيعة الفرنسية الاجرامية.

صلاح الدين أعاد أرضا لأصحابها وحرّرشعبا من نير الاستعمار الأوروبي وبعمله هذا يكون بطلا وقائدا انتصر على اعدائه ويحق له أن يفاخر بما فعله. أما غورو فلا يربطه ببلادنا الا طبيعته الاجرامية وهو متعد ومحتل سعى جاهدا وكل الذين جاؤا من بعده الى تدمير حياة الأمة.

فرنسا القرن التاسع عشر حفيدة الثورة الفرنسية تتقاسم مع حليفتها بريطانيا المناطق في العالم وتساهم ايضا مع بريطانيا مساهمة موصوفة في اقتلاع شعب من أرضه لصالح جماعات يهودية منتشرة في انحاء العالم.

أهذا هو التطبيق العملي والحضاري لمباديء الحرية والأخاء والمساواة؟  

جورج عبدالله

فرنسا وفي زمن الحمهورية الثالثة التي من المفروض ان تكون فيها مباديء الثورة تطورت وتجوهرت نحو الأفضل يحكم قضاؤها على المناضل جورج عبدالله بالسجن المؤبد لانها اكتشفت انها يناضل من اجل تحرير فلسطين.

فرنسا وفي زمن الجمهورية الثالثة يصدر قضاؤها حكما باخراج المناضل جورج عبدالله من السجن فتضغط أمريكا على الدولة الفرنسية التي تضغط بدورها على القضاء الفرنسي فيتراجع القضاء ويفسخ الحكم. هكذا اصبح معنى الحرية!

فرنسا تشارك في جريمة ليبيا التي أدت الى ضياع شعب بأكمله. أما قمة الانسانية فتتجلّى في موقف فرنسا من الحرب العالمية في الشام.

لقد شاركت الدولة الفرنسية بالعدوان على الشام منذ اللحظات الأولى لاندلاعه وانخرطت في حياكة تفاصيله الصغيرة والكبيرة وصياغة أهدافه التي تُختصر بأسقاط الدولة في الشام لصالح قيام الشرق الأوسط الجديد بزعامة دولة الأغتصاب في فلسطين. فكانت عاصمتها مسرحا في السر والعلن.

في العلن لجماعة المعارضة السلمية الذين لا يمونون على زوجاتهم وأولادهم اذا كان لبعضهم أولاد، وفي السر لجماعة المعارضة الإرهابية.

وكانت شريكة في كل الفبركات الخيالية التي تصوغها الولايات المتحدة من أجل ان خلق مبررات الحرب.

فرنسا شاركت في تمثيلية السلا ح الكيميائي الأولى.

فرنسا تشارك في تمثيلية السلاح الكيميائي الثانية وتشارك في العدوان التمثيلية على الأراض السورية.

قال أحدهم: ان الثورة الفرنسية هي أكبر حدث في تاريخ العصور الحديث قسمت التاريخ الى قسمين ما قبلها وما بعدها.

ليت جماعة الثورة الفرنسية الذين قالوا ما قبل الثورة غير ما بعد الثورة يشرحون لنا علاقة مبادئ الثورة الفرنسية بسلوك الدولة الفرنسية الحالي.

يقول توماس سانكار:

لقد علّمتنا الثورة الفرنسية حقوق الانسان.

هل حقوق الانسان في استعباد بعض الشعوب الأفريقية؟ هل حقوق الانسان في الانحياز الى مغتصبي فلسطين؟ هل حقوق الانسان في احتلال الجزائر وارتكاب أبشع المجازر بحق الثوار الجزائريين وقتل أكثر من مليون جزائري.

يقول جون كوريجليانو:

إن الثورة الفرنسية هي الحد الأقصى من الحداثة. ولكن هل يوجد حد أقصى للحداثة؟

الحداثة فعل انساني لا يتقيد بزمن ولا بمكان، متحرك غير ثابت كما ان لا نقطة بداية له فلا يوجد نقطة نهاية له. لا حدود للحداثة فحركتها متماهية مع حركة الانسان وطالما الانسان كائن متحرك لا يعرف الثبات كذلك الحداثة لا تعرف الثبات ولا تعرف الحدود.

أما أن نقول ان الثورة الفرنسية هي الحد الأقصى من الحداثة فكأننا نقول أن الانسان وصل الى نقطة الاكتفاء وعندما يصل  الانسان الى نقطة الاكتفاء يدخل في مرحلة الغيبوبة.

القول إن الثورة الفرنسية هي الحد الاقصى من الحداثة تعطيل لفعل العقل وعنجهية لا تعترف بالآخر وطريقة تفكير تلغي الآخر على قاعدة انا بشر والباقي هوام.

يقول سعاده في مقالته الحرية وام الحرية آنفة الذكر، “ولم تكن تلك الثورة الهائلة التي يعدها الكثيرون من أمجد صفحات الانسانية وأشرف ما تفخر به فرنسا، ألا أكبر لطخة عار وسمت بها جبهة الانسانية وأشد ظلاما من كل ما عرف به من تاريخ فرنسا العظيمة.”

أن يستعمل سعاده تعبير وسمة عار فان ذلك يعني أن الثورة الفرنسية كانت محطة انطلاق لأفعال فرنسية شوهت الانسانية ورسمت مسارا للدولة الفرنسية في غير مصلحة الانسانية وبالتالي لا تكون الثورة الفرنسية من أمجد صفحات الانسانية. ان عملية تقييم الثورة الفرنسية تستند الى مراحل تنفيذ خطواتها وضخامة هذه الخطوات ودرجة تفاعل الناس معها خوفا أو فرحا، مساندة أو رفضا. وبالتالي تكون عملية التقييم لمجريات الحدث وليست لتأثير الحدث المكاني والزماني.

يقول سعاده: “كأنهم لا يدركون أن هنالك ما هو قبل التاريخ وأهم من التاريخ، وهو الحقيقة الفلسفية التي تبحث عن مسببات الأمور ونتائجها وتحكم بخيرها للانسانية او شرها ونفعها او ضرّها” .ج1ص48

في هذا النص يعتبرسعاده ان الحقيقة الفلسفية أهم من التاريخ  فالتاريخ شريط من الأحداث بينما الحقيقة الفلسفية بحثٌ يفسر حقيقة الأفعال بأسبابها وبنتائجها وتسبق التاريخ. لذلك فان الثورة الفرنسية تكتسب قيمتها من أسبابها ونتائجها وليس من أي فعل آخر.

يقول سعاده: “إن مجرد قولنا أن تلك الثورة دكت عرشا وخلعت ملكا يصح أن يعبّر عن أن دك ذلك العرش وخلع هذا الملك كانا عملا مفيدا للانسانية وعاملا عظيما في تحرير البشرية من قيود العبودية والسير بها الى مرتع الحرية.”

ماذا يعني اعدام الملك والملكة من قبل الثورة؟ ماذا يعني سقوط الباستيل  وخروج المساجين؟ ربّ قائل إن إعدام الملك يعني القصاص من مجرم. واسقاط الباستيل يعني الحرية للمساجين، ولكن هل اعدام الملك وحرية المساجين يعنيان التأسيس لعصر جديد؟ أكيد لا يعنيان التأسيس لعصر جديد بل هما حدثان ينحصر تأثيرهما في زمن ومكان حصولهما.

وردا على كل الذين مجدوا الثورة الفرنسية يقول سعاده:

“اذا كنا نستدل بالتاريخ على الماضي، فانما نفعل ذلك لنعيد الى ذاكرتنا الحادثات والاختبارات التي مرت بالنوع البشري في الأزمنة التي سبقت زماننا. أما الحكم بنفع تلك الحادثات والاختبارات أو ضرّها وما هو مبلغ تأثيرها في أحوال النوع البشري برمته وكيفية فعلها فيه، فغير مختص بالتاريخ.”

يظهر سعاده في هذا النص أننا لا نستطيع أن نتعاطى مع الثورة الفرنسية كحدث عظيم في التاريخ  لكننا لا نستطيع ان نتجاهله كحدث حصل في التاريخ. فهي مثلا ليست كحدث اكتشاف الولايات المتحدة الأميركية ولا كحدث اكتشاف الفحم الحجري او البترول. وهي ليست كحدث دخول العرب الى اوروبا ولا كحدث الثورة الشيوعية في روسيا.

أن هذه الاحداث التي ذكرتها كانت عوامل فاصلة في تاريخ الأوطان والأمم والبشرية جمعاء.

روبسبير الذي كان لا ينام الا وكتاب جان جاك روسو تحت مخدته والقاضي الذي كان يكره عقوبة الاعدام وعندما حكم بالاعدام على رجل لم ينم الليلة التي أعقبت صدور حكمه، والذي قاد الثورة الفرنسية ردحا من الزمن، مارس فعل الجريمة ببشاعة تفوق الملك وزبانية الملك فأعدم كل من ظنه ليس مع الثورة وأعدم صديقه دانتون لأنه خالفه الرأي وصمت عن قطع الرؤوس ورفعها على السهام والسير بها في الشوارع فلم يسلم من أذاه ألا من كان من جماعته وموافقا على ارتكاب جرائمه.

روبسبير يؤكد في سلوكه ان الثورة الفرنسية لم تكن تملك نظرة إنقاذية لا للإنسانية بل حتى ليس لفرنسا نفسها لأنه لم ينظر الى مطالب الشعب الفرنسي التي من أجلها اندلعت الثورة. ودليلنا استمرار أزمة الخبز التي منها انطلقت جحافل الناس وصنعت الثورة.

حاولت أن أجد شبيها لأفعال روبسبير وبعض قيادات الثورة الفرنسية في التاريخ فتصفحت تاريخ الثورات والأباطرة والملوك وقرأت تارخ عرب الجاهلية والصراع الذي كان ينشأ بين ورثة الخلافة في الامبراطورية الاسلامية فلم أجد الا ما فعله ويفعله جماعة المنظمات الارهابية في الشام أمثال داعش والنصرة وغيرهم حتى انني اعتقدت احيانا ان ثوار الارهاب تدربو في مخيمات يشرف عليها أحفاد قادة الثورة الفرنسية.

أثبتت الثورة الفرنسية ان الاستبداد لايكون من نوعية النظام بل من طبيعة الناس التي تمارس السلطة في هذا النظام. وأثبتت ايضا ان ممارسة الاستبداد تقود الى ظهور خلط في المفاهيم ومعاني المصطلحات فالارستقراطية التي اعتبرت الثورة انها الداء الفتاك يختلف تفسيرها الحقيقي عن تفسير الثورة الفرنسية.

ان الارستقراطية بمعناها الاصلي الذي عرّفها شيشرون وأرسطو هي حكم الأفضلين أو حكم الأفضل.

لقد فصل ارسطو فصلا تاما بين الارستقرطية والألقاب ولم يعتبرها ملازمة للاستبداد فيقول:

أن الارستقراطية أقلية من ذوي الأهلية والفضل، يسودون في جمهورية فيدبرون شؤونها  وينفذون القوانين الموضوعة بأمانة ودقة ويقومون بعبء الحكم حبا بالمصلحة العامة والخير العام.

هكذا يُخرج أرسطو الارستقراطية من ملازمة الاستعباد الى رحاب أدارة الدولة بشكل حسن.

طبعا هذا الكلام لا يعني نفي استبداد ارستقراطية الملوك والدكتاتوريين والرؤوساء.

يقول سعاده في الجزء الأول من الأعمال الكاملة صفحة 50، “الارستقراطية غير منحصرة في الملوك والأشراف،لأن الارستقراطية على انواع شتى .فمنها ارستقراطية المال وارستقراطية العقار وأرستقراطية القوة وأرستقراطية النبوغ وأرستقراطية اللقب.”

كعادته سعاده لا يتعاطى مع المسائل بردات الفعل ولا يحصر معناها في سلوك او فعل محصور في زمن محدد ومكان محدد بل يطلقها من كل قيد ويتعاطى  معها بمعانيها الحقيقية المكتسبة من حوادث التاريخ أو بالغاية من ابتكارها.لذلك نراه نظر الى الارستقراطية من وجهة نظر موضوعية ومنطقية كاشفة لمروحة وجود الارستقراطية ليؤكد انه لا يمكننا ان نربط الارستقراطية بالملكية فقط ولا تنشأ من العرق بل ترتبط  بعوامل متعددة قد يكون منها العرق.

نعود الى مبادئ الثورة،الحرية، المساواة،الأخاء.  يقول سعاده: “إن أصل هذه المبادئ يعود الى ما قبل الثورتين الأميركية والفرنسية بأزمنة فهي مباديء مسيحية في الأصل. وكل من قرأ العهد الجديد من الكتاب المقدس يجدها متجلية في كثير من العبارات الفلسفية الخالدة” .ج1ص54

تضمنت خطبة السيد المسيح في جبل الزيتون قيما انسانية ومباديء انسانية لم تتضمنها أهداف اي ثورة تحررية في العالم، فقد اطلق السيد المسيح في خطبته محموعة من المبادئ التي ترفض الأدانة وتركز على التسامح واعلاء مصلحة انسانية الانسانية فوق كل اعتبار.

“لا تُدينوا كي لا تدانوا”، قاعدة أطلقها السيد المسيح من جبل الزيتون ومنها أطلق المبادئ التي دعت الناس الى الأخوة والمساواة والحرية. وها هو عمر بن الخطاب يقول: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.” وها هو علي بن ابي طالب يقول: “الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.”

لو حاولنا التبحر أكثر في تاريخ بلادنا لحصلنا على آلاف الأقوال  التي تتحدث عن الحرية والأخاء والمساواة.

لذلك نقول أن الثورة الفرنسيىه لم تعط الانسانية قيما ومباديء جديدة بل استبدلت استبداد الملك باستبداد الامبرطور.