اليهود الغربيون يرفضون الهجرة إلى إسرائيل رغم توسلات بينيت!
تتابع الفينيق نشر مواد من صحافة العدو عملا بمبدأ تعميم المعرفة. مع الأسف، يلجأ عدد من الدول العربية إلى حجب صحافة العدو عن قرائه ما يشكل ثغرة في معرفة هذا العدو عن كثب، بماذا يفكر، وكيف يخطط؟
المقال التالي مترجم عن صحيفة يديعوت أحرنوت باللغة الأنجليزية للمعلق Liran Friedmann ويظهر تراجع أعداد المهاجرين من أميركا وأوروبا الغربية باتجاه كيان الاحتلال، مقابل النسبة المرتفعة التي تصل كل عام من أوروبا الشرقية. الاحتلال لا يرغب بمستوطنين ذوي إمكانات ضعيفة، بل يسعى لجذب اليهود من الولايات المحتدة وأوروبا الغربية كونهم أكثر ثراءً وأصحاب اختصاصات أكاديمية يمكن الاستفادة منها.
ترجمة وإعداد: علي قطريب
(إن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لجلب 500 ألف مهاجر يهودي من الشتات إلى “إسرائيل”، أو ما يدعى بالـ”أوليم” من الولايات المتحدة وفرنسا وأمريكا الجنوبية في العقد المقبل، ما هي إلا مثال آخر على مدى رجعية الدولة في آرائها والإصرار على تجاهل عشرات الآلاف من يهود أوروبا الشرقية الذين يصلون إلى شواطئها كل عام.
في هذا الصدد، قال بينيت: “هدفنا جلب 500 ألف مهاجر يهودي من المجتمعات القوية في الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وفرنسا.”
في البداية، يبدو ذلك هدفًا معقولًا جدًا بالنسبة لبلاد أنشأها المهاجرون، فتلك المجتمعات اليهودية في الغرب موهوبة ومزدهرة للغاية ومن المرجح أن تصنع المعجزات لإسرائيل. لكن إذا نظرنا بشكل أعمق إلى هذه القضية، سنرى مشكلة كبيرة تكتنفها، فهي ليست نداءً لليهود كي ينضموا لهذه الهجرة، بل إنها صرخة استنجاد لمساعدة البلاد على الوقوف في وجه الهجرة اليهودية الآتية من أوربا الشرقية.
على مدار العقد الماضي وحتى بعد انتهاء موجة الهجرة الضخمة من الاتحاد السوفيتي سابقًا خلال التسعينيات، استمرت رسميًا أوروبا الشرقية بشكل عام وروسيا بشكل خاص، في التفوق على جميع المناطق الأخرى بالنسبة لأعداد المهاجرين إلى إسرائيل، فالمتوسط يصل إلى ما بين 19000 إلى 25000 مهاجر من تلك المنطقة إلى إسرائيل سنويًا، بينما بالكاد يصل عدد المهاجرين من أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية مجتمعين إلى هذا الرقم.
سبب عدم تفاخر إسرائيل بهذه الأرقام، يكمن في تصريح لـ”بينيت” قبل إعلان الهدف الجديد من الهجرة حيث قال: “الهجرة لا تقوينا كدولة فحسب، بل إنها تحافظ أيضًا على استمرار وجودنا كيهود في مواجهة الاندماج المتزايد مع غير اليهود ولاسيما في الولايات المتحدة، إنه اتجاه جديد يجب على كل فرد منا أن يخاف ويقلق منه بغض النظر عن خلفيته الدينية أو انتمائه”.
إسرائيل وعلى الرغم من ادعائها أنها موطن جميع اليهود، إلا أنها لا تزال تواصل عقليتها العنصرية تجاه الشتات القادم من أوروبا الشرقية، فهؤلاء الـ 20000 شخص الذين يهاجرون إلى إسرائيل من أوروبا الشرقية كل عام، يكونون محظوظين جداً في حال أطلقت عليهم إسرائيل اسم يهود!
تستمر إسرائيل في حماية عقيدة “الدم اليهودي المقدس والنظيف” التي عفا عليها الزمن، والتي تم القضاء عليها في معظم المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم وحتى داخل إسرائيل، حيث تزوج العديد من اليهود من غير اليهود أو اختاروا عدم الزواج من الحاخامية الرئيسية، وبدلاً من ذلك تم عقد احتفالات مدنية لإظهار حبهم لبعضهم البعض دون الحاجة إلى حاخام يسألهم عما إذا كان بإمكانهم إثبات أن جد أجدادهم من جانب والدتهم كان يهوديًا.
من الصعب أن تفخر بالعديد من المهاجرين من موسكو أو طشقند أو مينسك الذين قاموا بالكثير من أجل الدولة لأنهم ليسوا رائعين ومتميزين مثل أقرانهم اليهود من باريس أو نيويورك!
هناك قضية أخرى قد يتجاهلها بينيت، وهي أن اليهود الفرنسيين والأمريكيين ربما لا يريدون المجيء إلى إسرائيل لأنها مختلفة جدًا عما اعتادوا عليه في مجتمعاتهم المحلية الأكثر انفتاحًا وليبرالية.
ما فشل بينيت في فهمه، هو أنه يجب أن يكون هناك تغيير جذري في نظرة إسرائيل إلى المهاجرين اليهود، ولا يكفي إخبار الأمريكيين والفرنسيين بأن المكان لطيف هنا، فهم يعرفون جيدًا إلى أين سيتجهون إذا هاجروا، فهم ماضون إلى بلد بيروقراطية ذات مؤسسات ترفض الاعتراف بمعتقداتهم.
لذا نقول لرئيس الوزراء: بدلاً من فتح ذراعيك على مصراعيها أمام “جيف” من لوس أنجلوس أو “ماري” من تولوز، ربما يجب عليك منح بعض الفضل إلى هؤلاء “الروس” الذين يواصلون المجيء إلى هنا على الرغم من أن مؤسسة هذا البلد تتمنى لو أنهم يرجعون من حيثما جاؤوا!)
رابط المقال: https://www.ynetnews.com/article/rjoaadbhy?utm_source=Taboola_internal&utm_medium=organic