1

إسرائيل قادرة على تمويل القبة الحديدية من احتياطياتها الخاصة

 تتابع الفينيق نشر مواد من صحافة العدو عملا بمبدأ تعميم المعرفة. مع الأسف، يلجأ عدد من الدول العربية إلى حجب صحافة العدو عن قرائه ما يشكل ثغرة في معرفة هذا العدو عن كثب، بماذا يفكر، وكيف يخطط؟ المقال التالي مترجم عن صحيفة يديعوت أحرنوت باللغة الأنجليزية للمعلق Sever Plocker. أهميته أنه يشير إلى رفض الولايات المتحدة الأميركية دفع مبلغ مليار دولار لتغطية كلفة “القبة الحديدية” من جهة، وقدرة العدو واستعداده لدفع ذلك المبلغ من جهة ثانية. كذلك يلقي المقال الضوء على قوة الاقتصاد الإسرائيلي والاحتياطي النقدي الكبير الذي يملكه، ما يجب أن يدفع المشرعين الأميركيين للسؤال، “لماذا ندفع كل هذه المساعدات لدولة اقتصادها بهذه القوة؟”

 إسرائيل قادرة على تمويل القبة الحديدية من احتياطياتها الخاصة

 تحتاج “إسرائيل” دائماً لأن يكون البيت الأبيض قادراً على اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الشرق الأوسط والاعتماد على دعم الحزبين في مجلسي الكونجرس.. ورغم أن إدارة بايدن تكافح للدفع نحو قبول سياساتها في الوقت الحالي، لكن هناك متطرفون يعيقونها من كلا الحزبين

على الرغم من أن بنك إسرائيل لا يطبع الدولار، إلا أن احتياطي النقد الأجنبي تجاوز حاجز 200 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام، ولأول مرة على الإطلاق. وهو يعتبر مبلغاً ضخماً من المال لمثل هذا البلد الصغير.

يُظهر الشيكل أداءً قوياً ومثيراً للإعجاب، حيث إن الفرق بين الدين القومي والناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل منخفض، ويشهد ميزان المدفوعات الدولي تدفقات إضافية من 15 إلى 20 مليار دولار في الاقتصاد سنوياً. لذلك من الواضح أنه لا توجد حاجة حقيقية لطلب تمويل أمريكي خاص بقيمة تزيد عن مليار دولار من أجل تجديد نظام الدفاع الصاروخي في القبة الحديدية بعد حرب مايو ضد حماس.

في الواقع سيكون من الحكمة أن تُعلم إسرائيل البيت الأبيض أن التمويل ليس ضرورياً وأن الدولة اليهودية بمقدورها استخدام احتياطياتها الكبيرة دون أن يؤثر ذلك على الميزانية أو يؤثر سلباً على مستوى المعيشة الإسرائيلي.

إن إعفاء الرئيس الأمريكي جو بايدن من الموافقة على منح مليار دولار للقبة الحديدية، سيكون مفيداً للإدارة الأميركية في الوقت الذي ينخفض فيه تأييد بايدن إلى مستوى متدنٍ يصل إلى 38٪ وفقًا لبعض الأقطاب، وهي واحدة من أدنى المعدلات التي سجلتها ولاية رئيس أمريكي. فمعظم الأمريكيين يحكمون على رئيسهم بقسوة بسبب أدائه في جميع الجوانب، بدءاً من مكافحة جائحة فيروس كورونا، إلى سياسات الهجرة، والميزانية، والتضخم، والبطالة المتزايدة باستمرار.

يُنظر إلى بايدن على أنه ضعيف وغير قادر على تنفيذ سياساته، ولتجنب المزيد من الإحراج يمتنع عن التحدث إلى الصحافة ونادراً ما يلقي الخطب دون مساعدة من الملقن. كما أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن بايدن فشل في إظهار سلطته، والأسوأ من ذلك أنه لم يعد يُنظر إليه على أنه يتمتع بالنزاهة، ويأتي هذا في ظل كون الأغلبية الديمقراطية ضعيفة في الكونجرس، حيث يمكن لكل عضو منتخب حق النقض ضد التشريعات مما يؤدي إلى شلّ الحكومة.

إسرائيل، التي تقف على مفترق طرق من نواحٍ عديدة، تحتاج إلى بيت أبيض فاعل وقادر على اتخاذ القرار بإجماع من الحزبين خاصة عندما يتعلق الأمر بالمسائل الإسرائيلية. فالمساومة السياسية اليوم حول تخصيص مليار دولار لإسرائيل تتعارض مع المصالح الوطنية لإسرائيل.

في حال تم رفع الطلب المالي فسيكون ذلك بمثابة هدية بمناسبة عيد ميلاد بايدن 79 والتي تتمثل بإعفائه من إحراج آخر غير ضروري.